السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتي مع ابنتي
في مساء الاثنين بتاريخ 15\5\2000 رزقت بأول مولده لي... لقد كانت ملاك من عند الله فهي طفله جميلة وبريئة... لم أدرك وقتها بأني أصبحت أم إلا عندما وضعتها بين يدي في تكلك اللحظة عرفت ما هو معنى الأمومة فهو معنى لا تعرفه إلا ألام.. كم هو إحساسا جميلا أن تشعر بالأمومة... فلم اصدق إن الله رزقني بطفله.. فرحت انظر إليها باستغراب وتمعنت في خلق الله فكم هي جميلة بشعرها الناعم وعيناها العسليتان وبشرتها الناصعة البياض... لقد أحببتها بجنون ... فكم كنت فرحة بوجود طفله في حياتي.
ولكن أحسست بأن طفلتي ليست طبيعية مثل باقي الأطفال... لقد كان بكائها قليل ونومها كثير وحركتها نادرة ... خفت عليها كثيراً وذهبت بها إلى المستشفى وهي في عمر الشهر تخيل كيف يكون هو شعورك وأنت أمام طفلك عاجز عن فعل أي شيء له .. فكل ما كنت افعله هو البكاء والدعاء لله بشفاء ابنتي .. ولكن لم تكن هنا المشكلة فلقد عجز الأطباء عن معرفة سبب عدم تحرك ابنتي فلقد ذهبت إلى أكثر من مستشفى وهم يقولون لي لا نعرف السبب... أحسست باني سأفقد ابنتي في أي لحظه لدرجة إنني كنت احرم نفسي من النوم لكي أتأكد بأنها تتنفس وعلى قيد الحياة.
لقد ظللنا من مستشفى إلى مستشفى من خاص وحكومي إلى أن طلب منا احد الأطباء عمل لها عملية صغيره وهي عبارة عن اخذ قطعه صغيره من فخذها لعمل عليها بعض الفحوصات ومعرفة سبب عدم الحركة عندها ؟؟؟ في بداية الأمر رفضت لأني كنت أخاف عليها من كثر العذاب الذي مرت به وهي مجرد طفله صغيره ... ولكن في نفس الوقت كنت أريد أن اعرف السبب وان كان لها علاج ... بعد التفكير اقتنعت بالفكرة ولكن ليت السبب كان معروف أو لها علاج .. فلقد قال الطبيب انه عندها ترخي في الأعصاب يعني المخ لا يعطي إشارات للجسد بالحركة ... لقد كانت لي صدمه وخاصة أنها أول طفله لي فكل ما انظر إلى طفل في عمرها وهو يتحرك ويلعب ابكي من شدة الحرقة على ابنتي ... ذهبت بها إلى البيت بعد مده لا تقل عن شهر في المستشفى واتفقت مع نفسي بان لا اذهب بها إلى المستشفيات وأعذبها بالإبر والفحوصات التي لم تنتهي .
لم أكن أأمن بالشيوخ والمطاوعة في حياتي لان اغلبهم في هذا الوقت دجالين..ولكن من كثر إلحاح أهلي أن أجرب وعجز الأطباء اقتنعت لأني كنت ابحث عن قشه في بحر عميق.
فجربت أكثر من مطوع فذاك يوصف لها الزيوت الشعبية وذاك يقرا عليها ما تيسر له من القرآن وذاك الذي يعمل لها بعض الكتب الصغيرة وهي عبارة عن قلادة تلبسها على رقبتها والتي لا اعرف ما بها إلى اليوم...
بعد تعبي من المستشفيات اعتقدت إن العلاج سيكون عند المطاوعة ولكن فاجأ وني بقصص وأشياء لا تدخل في العقل .. مثل بأنها ليست ابنتي بل ابنة احد الجنيات والتي قامت بتبديلها مع ابنتي ... والقصة الثانية بأنه كبيرة الجنيات والتي أطلق عليها اسم (أم الصبيان) هي فاعله لها عمل من كثر هذه القصص صرت أخاف على ابنتي كثيراً... فقد يأتي عندنا شيخ ليقرا عليها آيات الله باستمرار وهو محل ثقة وليس مثل باقي المطاوعة والأغلبية منهم عندهم الهدف المادي .
اقتنعت آخر شيء إن هذا حكم الله وقدره وهذا ما كتبه لي في هذه الدنيا ولولا حب الله لي لما ابتلاني.
وتمر الأيام والأشهر والسنين ونحن على هذا الحال إلى أن ذهبت بها إلى المستشفى وقالت لي الدكتورة يجب أن تخضع ابنتي إلى علاج طبيعي وهو عبارة عن بعض التمارين التي يجب عملها كل يوم لكي لا تتراخى أعصابها أكثر... فقد كنت اذهب بها إلى المستشفى تقريبا يومياً.. لعدم خبرتي في هذا المجال وعدم توفر الأدوات التي تساعدها في التمرين .. رغم إن هذا الشيء كان يضايق ابنتي إلا إننا صبرنا تقريبا سنة ولكن لم يكن يوجد تقدم إلا القليل فقد ذهبت بها أيضا إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بعد اقتراح ابنة عمتي لي لأنها تشتعل في مجال المعاقين وتوجد لديها الخبرة... في الشارقة قالو لي يجب الإشراف عليها من قبل أخصائي التدخل المبكر لان طفلتي تعتبر من المعاقين ولقد شرحو لي بعض الأمور وأخذت بعض الأدوات لكي تساعدني في علاجها ...
لم اكتفي بهذا القدر فلقد سجلتها في مركز الوفاء للمعاقين الذي يوجد في منطقتنا وكنت اذهب بها مره في الأسبوع ... ولكن أول مره ذهبت إلى المركز كانت لي صدمه لا ني لم أتصور هذا العدد من الأطفال المعاقين ... لقد كانت الإعاقات مختلفة ولكن الابتسامة لا تفارق وجوههم فكنت كل ما ادخل إلى المركز يتسابقون للسلام على ابنتي في نفس الوقت أحسست أن طفلتي اندمجت مع باقي الأطفال وعرفت بأنها ليست الوحيدة المعاقة ... لقد استفدت من المركز كثيراً عن طريق اخذ بعض الكتب التي تخص المعاقين وكيفية التعامل معهم...
لم أيأس في بحث العلاج لها لأنه كان أملي بالله كبير وكنت دائما احلم أني وجدت العلاج... لقد قمت بإرسال تقاريرها الطبية إلى دول كثيرة ولكن يكون ردهم بأنه لا يوجد لها علاج وانه 5% من أمراض الأطفال لا يوجد لها علاج...
عندما سمعت بأمر المرآة العمانية التي اكتشفت دواء عجيب يشفي اغلب الأمراض فرحت كثيرا وقلت يمكن هذا هو العلاج الذي سيشفي ابنتي مع انه كان من الصعب الوصول إليها إلا إن كل واحد عرف بمرض ابنتي جاء إلي ومعه زجاجة الدواء إلى أن أصبحت معي كميه كبيرة ... وكنت أعطي ابنتي تشرب من هذا الدواء كل يوم وعندي أمل إنها سوف تشفى ولكن لم تكن إرادة الله شفائها عن طريق هذا الدواء... لم ولن أيأس من رحمة الله... فأن الله على كل شيء قدير وان قال له كن فيكون..
أكثر شيء يضايقني هو عندما نطلع إلى أي مكان عام وخاصة إلى المستشفى لان كلام الناس لا ينتهي ونظراتهم تلاحقنا إلى كل مكان ... فكنت أتجنب الجلوس بها في مكان به ناس للهروب من أسألتهم وأحيانا ومن كثرها أتجنب عدم الرد عليهم ... لأني مللت من سرد قصة مرضها وسمع كل واحد يوصف لها علاج وكنت أحيانا ألاحظ الناس تتقرب مني لكي يعرفون ما قصة مرضها ... وأنا اعذرهم لان ابنتي تجذب التساؤلات بسبب أعاقتها لترخيها الملحوظ ... وكنت أحيانا أتجنب الطلوع من البيت وحبس ابنتي وأحزاني من عيون الناس... ومع الوقت لم اهتم بهذه الأسئلة تعودت عليها ...
وكل ما تكبر ابنتي تقل مناعتها لأنها ضعيفة جداً فمجر برد قليل يسبب لها التهاب في الصدر ويعني الذهاب بها إلى المستشفى لعمل لها بخار واخذ بعض المضادات ... وفي مره من المرات عند حضور الدكتور المعالج سألته عن حالة ابنتي وإذا صادف حاله مثلها أو شبيه في مجال مهنته ... وقال لي مثل حالتها بالضبط لم أصادف ولكن حالات مشابهه ورحت أسأله إذا يوجد أي علاج حتى لو في المستقبل وفي أي مكان ... وقال لي وليته لم يقل أن مثل هذه الحالات لا تعيش أكثر من خمس سنين ... لم تتخيلون شعوري في هذه اللحظة كنت أتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتني فهو أهون من سماع مثل هذا الكلام لأنكم لا تتخيلون مدى الصدمة ... بالله عليكم هل هذا كلام يقوله دكتور عن طفله في بداية حياتها ؟؟؟
أحس الدكتور انه غلط بعدما لاحظ نزول دموعي ولكن لم يتصرف إلا بالهروب من الغرفة ... وكان راسي سينفجر من كثر التساؤلات والأفكار الغير المريحة... وأول شيء فكرت به هو مغادرة المستشفى رغم عدم إكمال علاج ابنتي من الالتهاب ... لقد ذهبت إلى البيت ورحت ابكي وابكي في كل وقت وقد سيطر علي الوسواس بسبب الشيطان لأني لا أتخيل حياتي بدون ابنتي ... وحاولت أن اطرد الشيطان بالذكر وقرأة القرآن ... والعلم عند الله متى يأخذ الروح وحاولت أن إهداء وتوكلت على الله... وعندما كنت انظر إلى ابنتي وهي تبتسم أراء بسمتها تسوى الدنيا وما فيها...
ولكن المشكلة الثانية التي تعاني منها ابنتي في هذا الوقت وغير التهاب الصدر هو نقص الهموجلوبين في الدم والضعف الكثير والكسل في كل الأوقات ولحد اليوم نقلنا لها دم 4 مرات...
سوف تكمل ابنتي يوم الأحد بتاريخ 15\5\2005 عامها الخامس وأحمد الله واشكره على هذه النعمة فغيري لم يحظى بنعمة الأطفال أبدا ... واشكر الله على تماسكي وصبري طول هذه المدة لأنه ليس من السهل تربية طفل وماذا لو كان معاقاً وأتمنى من الله أن اسمع كلمة ماما من ابنتي وان يصبرني باقي عمري معها وان أراها طفله مثل باقي الأطفال وان تكون بصحة وعافيه في كل وقت وان يرزقني الله بالذرية الصالحة...
إلى كل واحد قراء قصتي أتمنى أن لا تنسوا تدعو لريم بالشفاء من صالح دعائكم وان تكون في صحة وعافيه...
وفي نهاية قصتي أحب أن اشكر كل واحد ساهم ولو في جزء بسيط في مساعدتي في تربية ريم والوقوف جنبي ومواساتي بالكلمات الطيبة وزرع الفرحة لي ولريم وتحقيق حلمي وهو وذهابي بها إلى العمرة وراية الكعبة وهي معي ...
ولا أنسى ابدآ زوجي العزيز الذي وقف جنبي ولا يزال يقف معي لتخطي كل عقبه تواجهنا في حياة ريم...
اللهم أسالك بأعظم أسمائك انه لا اله ألا أنت وحدك لا شريك لك , لك الملك ولك الحمد وانت على كل شيء قدير أن تشفي ابنتي ريم فلا يقدر على شفائها غيرك يا الله يا قدير اشفها وجميع المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه أجمعين , اللهم أتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار , وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين........